يقول الإمام الشهيد ـ رحمه الله ـ في رسالة (
بين الأمس واليوم ) تحت عنوان : العقبات في طريقنا :
" أحب أن أصارحكم أن دعوتكم لا زالت مجهولة عند
كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها ستلقى منهم خصومة شديدة وعداوة
قاسية، وستجدون أمامكم كثيرًا من المشقات، وسيعترضكم كثير من العقبات .. في هذا
الوقت وحده تكونون قد بدأتم تسلكون سبيل أصحاب الدعوات .. أما الآن فلا زلتم
مجهولين ولا زلتم تمهدون للدعوة وتستعدون لما تتطلبه من كفاح وجهاد .. سيقف جهل
الشعب بحقيقة الإسلام عقبة في طريقكم .. وستجدون من أهل التدين ومن العلماء
الرسميين من يستغرب فهمكم للإسلام وينكر عليكم جهادكم في سبيله .. وسيحقد عليكم
الرؤساء والزعماء وذوو الجاه والسلطان، وستقف في وجوهكم كل الحكومات على السواء،
وستحاول كل حكومة أن تحد من نشاطكم، وأن تضع العراقيل في طريقكم
.وسيتذرع الغاصبون
بكل طريق لمناهضتكم وإطفاء نور دعوتكم، وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة
والأخلاق الضعيفة والأيدي الممتدة إليهم بالسؤال وإليكم بالإساءة والعدوان."
كان هذا جزء من رسالة أرسلها البنا إلى
جماعته تلخص المنهجية التي يسير عليها الإخوان إلى اليوم منهجية تمييز الجماعة
واصطفاءها عن باقي البشر, جو التربص والمؤامرة الرخيص، نظرية السواد والمستقبل
المظلم الذي ينتظرهم ما لم يجاهدوا المجتمع ويقمعوه. الأغرب من كل ذلك أن الإمام
الشهيد المعلم العلامة الفهامة الجليل العظيم لم يحدد بالضبط ما هي الدعوة التي
يحملها إخوانه الذي ابتلانا بهم ورحل بعد أن تبرأ منهم ليترك الباب مفتوحًا أمام
كل من يأتي بعده ليضع عنوانًا لهذا الكلام المرسل أو أن يضع صورة في هذا الإطار
الفارغ، وهو ما قام به إخوان العصر الحديث ماركة بديع صُنع في المقطم.
وبمقارنة بسيطة بين هذه الرسالة وبين رسائل
الإخوان الحاليين، فلن نجد إلا فروق بسيطة في التفاصيل حيث تغيرت أسماء من يتربصون
بهم وتغيرت مناصبه الإخوان الكيوت الكاجوال وأشكالهم وأزياءهم مع فارق آخر أنهم
أصبحوا على الجانب الآخر من المعادلة حيث كان البنا يقاوم الحكومات والحكام المستبدين
ويصف حكوماتهم بالضعيفة بينما أصبح الإخوان الآن هم الحكام ويستخدمون في فرض
استبدادهم على الشعب من خلال حكومات ضعيفة أيضًا.
وإلى رسالة أخرى من رسائل البنا، إلا أنها
هذه المرة تُقدم بطريقة جديدة وأسلوب مبتكر حيث تنقسم إلى الجزء الأول النظري المكتوب،
والذي يمكنكم الإطلاع عليه فيما يلي حيث جاء من قبر حسن البنا مباشرةً إلى لسان
أحد مستنسخَيه الجدد، تلك الوجوه الباسمة التي تصدره جماعة الإخوان للكاميرات بعد
أن احترقت وجوه العريان والبلتاجي وغزلان وأبو بركة وغيرهم من قيادات الجماعة:
"لا أحب أن أصدر رسالة إحباط وتسويد في
إيجابيات كتير وليس من الإنصاف مقارنة لحظة مثالية يذوب فيها الجميع في بوتقة
واحدة (بداية الثورة) باللحظة التي نحن فيها الآن خلاف سياسي وخصومة سياسية أو
أحداث عنف ومع ذلك الثورة لا زالت مستمرة وهو ظلم للثورة أن نقول أن الثورة فشلت.
المقارنة بين نظام المخلوع ونظام مرسي لأن
مبارك قتل تشبثًا بالسلطة أما ما حوادث القتل التي تحدث الآن نوع من ردود الأفعال
ومن الحوادث التي تجري نتيجة أفعال معينة في أماكن معينة في محاولة لخلق للرأي
العام صورة مثل الثورة الحقيقية دا خلط ما بين هوسياسي وما هو عنف. يجب أن نهدأ
ونبدأ البناء والعمل والمسار الثوري انتهى إلى رئيس منتخب ودولة مؤسسات"
كان هذا هو ما جزء مما جاء على لسان د. خالد
حنفي في لقاء مع الإعلامي يسري فودة ليلخص وجهة نظر الإخوان التي يمكننا إيجازها
في عبارة واحدة تعني الكثير "عودوا إلى منازلكم أو Go Home) التي قالها
نائب المخلوع عمر سليمان للثوار عبر الفضائيات الأجنبية. وهي أيضًا الرسالة التي
جاءت على لسان الفريق أحمد شفيق المتهم الهارب من العدالة عندما قال "إنتو
عملتو ثورة عظيمة وقمتو بالدور المطلوب منكم خلاص بأه"، وهو مايرجح أن
الإخوان الموجودين في سدة الحكم الآن ما هم إلا امتداد للدولة العميقة دولة العسكر
التي لم ترد من إسقاط الملك إلا أن تحتل مكانه وتقوم بنفس دور الحاكم المستبد.
أما الجزء الثاني فهو عملي حيث قدمه الإخوان
على الأرض ولا زالو نستمرين في تقديمه ميدانيًا إلى هذه اللحظة حيث أرسل الإخوان الكثير من الطرود إلى أهالي
الثوار في شكل نعوش بالإضافة إلى بعض الهدايا القيمة التي تسلمها الثوار في
المستشفيات من ضمادات وشاش وقطن وبيتادين ومضادات حيوية تتناولوها بعد تعرضهم
للخطف والسحل والتعذيب في أماكن مختلفة من البلاد. وإلى الجزء الثاني من الرسالة:
جيكا (جابر صلاح عضو 6 إبريل وأدمن معًا ضد الإخوان) اغتيال
محمد الجندي (عضو التيار الشعبي) اغتيال
عمرو سعد (عضو التيار الشعبي)
اغتيال
كريستي (محمد حسين) اغتيال
محمد حسانين أدمن صفحه اتحاد الصفحات الثورية
وأدمن صفحة تحالف القوي الثورية وأدمن صفحة إخـــوان كـــاذبــون ومؤسس حركة ما
بنخافش... خطف ولا زال متغيبًا
محمد المصرى أدمن صفحة "جيــل التغيير
" بالدقهلية فى سندوب خف وطعن وإلقاء في صندوق زبالة.
ولا زال الإخوان مستمرون في إرسال هذا الجزء إلى ما تبقى من القوى الثورية
حتى الآن.
وليس بالغريب على جزء من نظام قديم أن يكون امتدادًا
له، وهو ما نستخلص منه أنه لن يجدي نفعًا مع الإخوان إلى الفعل الثوري، وهو ما
أستند فيه إلى المرتين السابقتين عندما حاول الشعب بكل الطرق المتعقلة والتقليدية
وضع الحاكم على الصراط المستقيم للحكم الرشيد. في المرة الأولى باءت كل محاولات
تنبيه مبارك إلى ما هو فيه من استبداد بالفشل ولم تنفعنا إلا الثورة، وهو ما تكرر مع
المجلس العسكري مع الفارق الذي تمثل في أن المجلس كانت لديه الفرصة لعقد صفقة من
الإخوان للخروج الآمن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق