الجمعة، 15 فبراير 2013

حنفي يستخدم استراتيجية "اثبت إن أنا مش أنا"



انظروا إلى هذا الوجه البشوش الباسم الذي يطل عليكم من الصورة وتذكروه جيدًا. تأملوا الابتسامة العريضة التي تتصدر الصورة. ها هل مليتم أعينكم منها. إنها ابتسامة الدكتور خالد حنفي الوجده الإخواني الجديد الذي يصدره المرشد والمرسي في المشهد الآن بعد احتراق وجوه مثل البلتاجي والعريان والغزلان بسبب تصريحاتهم التي استهدفت التنويم المغناطيس للشعب. فالبلتاجي على سبيل المثال بعد أن كان كتفًا بكتف مع الثوار في التحرير، بدأ يقوم بمهام تخصصه الموكل إليه من المرشد في التحريض على العنف على منصات الجماعة في ميدان النهضة ورابعة العدوية بالإضافة إلى تنظيم صفوف الميليشيات التي ظهرت صراحةً للمرة الأولى في أحداث الاتحادية 1 ومارست القتل والتنكيل بالمتظاهرين ولا زالت هذه الميليشيات تجتمع في مساجد مصر الجديدة ومدينة نصر المحيطة بقصر الاتحادية من جميع الاتجاهات مع إعلان القوى الثورية لأي فاعليات تظاهر أو وقفات احتجاجية أمام القصر الجمهوري، وهو ليس افتكاس أو معلومات مغلوطة بل حقيقة رأيتها أثناء المشاركة في المسيرة الأخيرة من رابعة العدوية إلى الاتحادية وسمعت اللفظ بعد الانتهاء من صلاة الجمعة بنصف ساعة وكنت قد دخلت أصلي ركعتين لله تحسبًا للاستشهاد أو الإصابة فأردت أن ألقى ربي وأنا متوضأ ومصلي. سمعت أحد الملتحين في الأربعينات من العمر يعطي تعليمات لشاب صغير "انده عالإخوة وقوللهم يدخلوا كلهم جوه المسجد ومفيش حد منهم يفضل بره لحد متيجي التعليمات لما نشوف هنعمل إيه مع العالم دول".

هذا عن البلتاجي قائد الجناح العسكري لجماعة الإخوان المسلمين. أما العريان فهو رئيس جهاز الأمن القومي المسئول عن إطلاق الشائعات وإحداث البلبلة بين المصريين من خلال الإدلاء بتصريحات مثيرة للجدل مثل دعوة اليهود المصريين إلى العودة إلى بلادهم واسترداد أموالهم وغيرها من التغريدات التي احتفل بها العريان بعودة الدوري المصري ووصفه لها بأنها تعبير عن إرادة الشعب. أما غزلان فهو مسئول التنويم في الذرة حيث يمارس دعوات للتنويم المغناطيسي، وهو صاحب الدعوى الشهيرة لأهالي الشهداء بقبول الدية في أبناءهم. كل هذه الوجوه احترقت بالفعل ولم يعد أحد يقاوم الإحساس بالرغبة في القيء عندما يراهم على الشاشة وغيرهم الكثير من قيادات الإخوان.

كان احراق تلك الأوجه القديمة هو ما اضطر الجماعة إلى البحث عن وجوه جديدة لم يُصاب الشعب بالاشمئزاز منها بعد مثل الدكتور خالد حنفي الذي تدفع به جماعة الإخوان المسلمين ليكون أحدث أبواقها الإعلامية الذي يرسلونه إلى الفضائيات ليحاصر المذيعين ومقدمي البرامج وينتقد عملهم الإعلامي ويثير الجدل في جميع اللقاءات التي يحضرها ويروج لرسائل ومغالطات الإخوان ويعلن فيالثورة والثوار ويصفهم بالبلطجة ويرد على الاتهامات المؤكدة الثابتة على الإخوان مكذبًا كل ما يتردد عن حقائق ثابتة لدى الجميع عن الأخطاء الفادحة والجرائم التي يرتكبها الإخوان ورئيسهم ومرشدهم وقياداتهم وذراعهم السياسي، حزب الحرية والعدالة.

كانت الرسالة الأخيرة التي أرسلها خالد حنفي في لقاء مع محمود سعد، الإعلامي المتميز، بحضور د. عمرو حمزاوي، عضو جبهة الإنقاذ. وعندما أثار حمزاوي قضية أخونة الدولة، طالب حنفي الأستاذ محمود سعد بإعداد قائمة بأعضاء جماعة الإخوان الذين تولوا مناصب لا يستحقونها وغير مؤهلين لها وإعلان القائمة في برنامج آخر النهار. ولم يكد خالد حنفي يكمل طلبه حتى أتى البرنامج مداخلتان عبر الهاتف يؤكدان أن هناك أخونة لكل مناصب الدولة الرسمية في كل مستويات الإدارة والنقابات والمجالس المحلية وغيرها من المؤسسات. لم يكن ما جاء في المداخلتين غريبًا على الإطلاق حيث نرى الأخونة بلغت مدتها في جميع مفاصل الدولة، لكن الغريب والفج كان رد خالد حنفي على ما جاء في المداخلتين حيث ترك كل التفاصيل وطرح سؤالًا سخيفًا "ما الذي يؤكد أن من تم تعيينهم في المناصب القيادية من أعضاء جماعة الإخوان؟" والسؤال الأهم الذي أود توجيهه إلى السيد خالد حنفي "ما الذي يثبت أن المرشد محمد عبد البديع عضو بجماعة الإخوان؟" اللعبة الحقيرة هنا هي لعبة الأوراق الرسمية والمستندات فلا يوجد على وجه الأرض من يمكنه الحصول على ورقة أو مستند تدل على أن شخص ما عضو في جماعة الإخوان أو أن مشروع اقتصادي أو رصيد بنكي مملوك للجماعة، فهي جماعة ليس لها توصيف قانوني كركاب الميكروباص الواحد لا رابط بين أعضائها إلا أنهم موجودين في مكان واحد يمكنهم أن يدعوا في أي وقت أنهم إخوان ويمكنهم أيضًا أن ينكروا ذلك في أي وقت إذا استدعت الضرورة ذلك.

بهذا تكون أحدث استراتيجية يستخدمها الإخوان هي استراتيجية "اثبت إن أنا مش أنا" التي استخدمها اللمبي في فيلم إللي بالي بالك. وأعتقد أن كل شيء مدروس من جانب الجماعة وأن وضعها القانوني غير المحدد وانعدام توصيفها وترك هذا الكيان في تلك الحالة الهلامية أمر مقصود ومدبر وتصر الجماعة على استخدامها حتى لا يمكن محاسبة الجماعة على أي جريمة يرتكبها الأعضاء باسمها.

ليست هناك تعليقات: