إذا كنت من لاعقي البيادات بعد الانتهاء من الأحذية
الملكية للمخلوع، فلن اتوجه إليك بأي خطاب من أي نوع ولن أنتقدك ولن أبذل أي جهد
في الحوار معك لأنه يكفيك عارًا ما فعلت ويكفيك قبحًأ أنك تتحين الفرصة لإيجاد
حذاء تلعقه بعد أن قامت الثورة وحرمتك من متعتك المفضلة.
أما إذا كنت ممن يرون أن مصر لا يصلح لها إلا حكم العسكر
لقناعات شخصية واستنادًا إلى تاريخ نضال الشعوب الذي يقول أن حكم العسكر أعلى درجة
من درجات تطور حكم الشعوب من حكم الفاشية الدينية، فلابد لي أن أخبرك بأمر قد لا
يكون وصل إلى مسامعك "لقد قامت ثورة في مصر عام 2011" وهي معلومة أظن أن
علمك بها سوف يغير وجهة نظرك ويجعلك على قناعة بأن التطور الطبيعي لحكم الشعوب
عندما يصل إلى 2011 وتقوم ثورة حقيقية لابد وأن يكون سقف أوامر الثورة هو حكم
ديمقراطي حر ولا يمكن أن يتراجع إلى أقل من ذلك.
لذلك أنصح الفئتين وغيرهما من الفئات بأن يتراجعوا عن مناداة
الجيش المصري والاستغاثة به من مؤسسة مرسي إخوان حيث لا أرجح هذا الاحتمال ولو بنسبة
1% لسببين:
الأول: هو أن للجيش تجربة أليمة ومريرة في السلطة في
2011 بعد أن تعرض الشعب المصري لأكبر عملية تحول في تاريخ البلاد وأفرز أجيالًا
تقف بصدور عارية (صدور عارية بحق لا دروع مكسوة بالقطن الأبيض وسط حراسة مشددة
للاستعراض) أجيالًا هزمت الخوف ومنتجيه من أمثال طنطاوي وعنان وشركاهم من أبناء
مبارك في مجلس العار. وأعتقد أن الفريق عبد الفتاح السيسي، رغم انتماءه إلى جيل
مجلس العار وانخراطه في هذا الجيل وخدمته لهم على مدار عام ونصف ودعمهم بمخابراته
العسكرية في قتل المواطنين، لن يغامر بالمؤسسة العسكرية كلها ولن يدخل نفسه دوامة
الحكم مرة ثانية. من الممكن أن يتدخل في الشأن السياسي من وراء حجاب دون أن يشعر
به أحد وفي أمور ذات صلة بالجيش ومصالحه فقط.
الثاني: هو أن جيشنا العظيم لم ينتفض أو يظهر أوداجه
المنتفخة من شدة الغضب عندما كانت ميليشيات الإخوان تقتل المتظاهرين أمام
الاتحادية ولم يتدخل أيضًا عندما قام كلاب الداخلية بالقتل والسحل أمام عدسات
الفضائيات وعلى مرأى ومسمع من العالم أجمع. هذه المؤسسة لم تنتفض إلا عندما أطلق
الإخوان شائعات بإقالة السيسي القائد العام. فهذا الجيش لقياداته وبقياداته فلا
تنتظر منه دعم لك أو لمرسي فهو جيش يلتزم الصمت والحياد كما فعل من قبل في عهد
طنطاوي، إلا أن الحياد هذه المرة حسبما أرى حيادًأ حقيقيًا فلن يقوم الجيش مرة
ثانية بتمرير عملية مثل موقعة الجمل لأننا في عصر السماوات المفتوحة.
لذلك أعزائي
مخلصي النوايا يا من تستغيثون بالجيش اعلموا أن نزول القوات المسلحة إلى الشارع
مرة ثانية هو احتمال ضعيف للغاية وإن تحقق فسوف يكون النزول لأداء مهام حقيقية في
رقبة القوات المسلحة هي حماية المواطنين والشرعية الشعبية التي اغتصبها الإخوان.
أما أعزائي لاعقي البيادات فلهم الرسالة التالية: ذا
أردت تقبيل البيادة بدعوى أنك لا تريد حكم المرشد، فانزل إليها وحدك. إذا أردت
عودة حكم العسكر، فأنصحك أن تهاجر إلى باكستان فهناك حكم عسكري صريح أو يمكنك
التوجه إلى كوبا حيث الرئيس يتقاعد ويضع شقيقه على كرسي الرئاسة. أما إذا لم تكن
من هواة السفر، فيمكنك التوجه إلى السبتية لشراء بيادة تلعقها منفردًا في منزلك أو
يمكنك شراء بيادة 68 حجم عائلي لاستخدام الأسرة، وهي متوافرة في باتا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق