بدأت الأبواق الإعلامية للإخوان في وسائل الإعلام تغيير مسار الخطاب الإخواني أثناء الحديث عن الإعلان الدستوري. فبعد وصفهم لمعارضي القرارات الثورية في الإعلان على أنهم فلول ووصفهم للمعارضة بأنهم أجندات والبرادعي بأنه يستقوي بالغرب على الإخوان، بدأت مرحلة جديدة تسمى الأشياء بمسمياتها الحقيقية منها أن المتواجدين في التحرير لهم رأي ولهم حق في التعبير عنه (يا مسهل) رغم إصرارهم على أنهم ليسوا الشعب وليسو أغلبية.
بدأ أيضًا الترويج إلى فكرة استفتاء الشعب وإذا افق الشعب ستكون نهاية الخلاف ويحسم الصندوق الأمر. في البداية تخيلت أن المتحدث باسم الجماعة يقصد الاستفتاء على الإعلان الدستوري، إلا أنني اكتشفت من خلال حديث أنه يخلط الأوراق ويتلاعب بالألفاظ ويغير دفة الحديث الثاني حيث أشار إلى أنه يقصد الاستفتاء على مسودة الدستور النهائية التي من المقرر خلال أيام أن يرفعها الغرياني رئيس الجمعية الباطلة للرئيس.
يهذا يكون مرسي قد لجأ إلى خطة طنطاوي عندما طالبه الجميع بالرحيل العودة إلى الثكنات حيث أشار في خطابه والأزمة في أصعب مراحلها حيث طالب أن ينزل الشعب إلى الاستفتاء على بقاء القوات المسلحة في حكم البلاد أم رحيلها. وهنا تتجلى ملامح الحكم الاستبدادي للجميع حيث يشترك المستبدون في سمات كثيرة أولها المراوغة والتضليل والكذب والحشد الزائف وإيهام الجميع بأن ما يقررونه هو مصلحة البلاد.
من خلال ما سبق، نتوصل إلى أن الإعلان الدستوري عبارة عن فرقعة في الهواء وطعم ابتلعناه جميعًا جسر يعبر عليه دستور الإخوان الذي صنعته جمعيتها التأسيسية غير الشرعية والتي يصرون على أنها منتخبة مع أن من انتخبها هم أعضاء مجلس الشعب الذين انتخبهم الشعب، لكنهم يتناسون عمدًأ أن هذا المجلس نفسه باطل بقوة القانون وكل ما ينتج عنه من قرارات وما ينبثق عنه من هيئات باطلة بالتبعية. وكما كان المخلوع بارعًا في إقامة الكباري والجسورن ها هو مرسي أظعر براعته في إقامة الكباري الدستورية.
أعترف للإخوان بالبراعة في السياسة، ولكنها السياسة القذرة والأعمال غير الشرعية ووالتضليل والمراوغة والخداع. لذلك أزعم أننا اقتربنا من أن نتبادل التهنئة ونتعانق مع بعضنا البعض على الخازوق الأكبر في تاريخ الشعب المصري. المخرج الوحيد الآن هو نفس المخرج الذي وهبه لنا الله عز وجل في بداية الثورة، وهو ميجان التحرير. وإذا ما ضللنا الطريق إلى وسائل أخرى كالمبادرات والتراجع التهدئة وما إلى ذلك من أشكال الموائمة والتكيف معع الاستبدادن فلن يكون هناك ثمة خط للعودة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق