الأربعاء، 24 يوليو 2013

سيناريوهات الرسالة العسكرية الودية والله الموفق والمستعان



سيناريو النوايا الحسنة 

الدعوة بنوايا حسنة تعتبر خطأ كبير لأنها تحصيل حاصل حيث حصل الجيش بالفعل على تفويض بحماية الشعب من أي خطر بما في ذلك الإرهاب ومصدر الدعوة الأساسي هو رئيس الجمهورية عدلي منصور لتجنب إعادة القوات المسلحة في الشأن السياسي مرة ثانية وتكرار أخطاء لابد أن يكون القائد العام الحالي للقوات المسلحة قد أدركها جيدًا حتة يتجنب الوقوع فيها مرة ثانية.

النوايا الحسنة تقتضي فهم وتفسير الدعوة كما هو واضح منها وعدم اللجوء غلى تحميلها أكثر مما يجب. فلدينا قوات مسلحة نصرت الإرادة الشعبية، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ جيش مصر منذ عهد محمد نجيب، ولدينا أيضًا تعهد من القائد العام بعدم تدخل الجيش في الحياة السياسية مرة أخرى. إذن نفسر الدعوة على ظاهرها دون تعمق على أنها طلب من القوات المسلحة لدعم شعبي لأي إجراء عسكري تتخذه في مقاومة الإرهاب دون أن يتخطى هذا الدعم تلك الحدود حتى لا يضعنا في مهب الريح حيث من الممكن أن يجر ذلك الشعب إلى هوة الفاشية العسكرية مرة ثانية ونجد بيننا من يطالب بحاكم أو رئيس من المؤسسة العسكرية.

سيناريو سوءالظن:

وهو أن هذه الدعوة تستهدف عودة المؤسسة العسكرية إلى المشهد السياسي وبقوة والدخول في دوامة الحكم العسكري، وهو ما لا أميل إلى تصديقه ولكني لا أستبعده في نفي الوقت، حيث يكسب السيسي المزيد من الدعم الشعبي ويستقوي على الإخوان بباقي الشعب ويحصل على تفويض شعبي بقتل فصيل بعينه أو محوه من الحياة في مصر الجديدة وساعتها سوف يكون التفويض مطلق، وهو ما قد يسمح له بأن يمحو أي فصيل سياسي أو ديني من على وجه الأرض المصرية. بذلك تكون أكبر عملية التفاف على إرادة مصر الجديدة ودولتها الوليدة.

ومع عدم ميلي إلى سيناريو سوء الظن واستبعاد تورط الفريق السيسي في أمر بهذا السوء والحماقة، إلا أنني أرى أن الرسالة ما هي إلا ضرب من العبث السياسي في غير وقته على الإطلاق ولا تتحمله ظروف البلاد علاوة على أنها دعوة لم تصدر عن مصدرها الصحيح، وهو رئاسة الجمهورية ولو كان من الضروري إرسالها، كان لابد من أن تنطلق على لسان الرئيس عدلي منصور. أما الشكل الرسمي المثالي للدعوة فلا أعتقد أن هناك شكل أنسب من استفتاء شعبي على دعم القوات المسلحة في مكافحة الإرهاب، وهو أيضًا عبث سياسي لأن الدعة غير مفهومة. هل ندعم الجيش بالهتافات أثناء مكافحته للإرهاب أم ماذا نفعل؟؟؟؟؟؟؟

وأضيف هنا أن هناك احتمال ثالث لا أدري مدى إمكانية تحققه، وهو أن السيسي وجد الميادين قد خلت من الحشود في كل محافظات مصر بينما لا زال إعلام الغرب يبث صور من على أرض الواقع لحشود إخوانية بمئات الآلاف لا تبرح مكانها في رابعة العدوية، وهو ما دعاه إلى أن يبث الروح من جديد في الحشود التي بدأت تشعر بالراحة وبأن وجودها لم يعد له داع في الميادين. بذلك يكون المستهدف من الرسالة هو الخارج لا الداخل حتى يثبت للجميع بصفته القائد العام لأهم جيش في الشرق الأوسط الذي يقع على عاتقه مسئولية الحفاظ على صمام الأمان للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والابنة الكبرى لأمريكا المقيمة على حدودنا، إسرائيل، وهو ما يجعل الأمر بالغ التعقيد حيث يشير إلى مسئولية علينا جميعًا أن نتحملها تجاه الجيش في تخفيف الضغوط التي يتعرض لها من القوى العالمية.

لذا أنصح بعدم تحميل الأمر أكثر مما يجب مع التزام اليقظة والحذر ووضع كل السيناريوهات في الحسبان استعدادًا لأي اضطرابات في سير الثورة المجيدة، ثورة 25 يناير، وعلينا أيضًا ألا نطلق العان للخيال والبناء على ما نتخيله أو نتصوره ونستمر في إلقاء الاتهامات يمنةً ويسرةً وأن نتعلم اتباع سياسة Wait and See اي التمهل حتى تتضح الأمور وعلى أي من الأحوال ووفقًا لما يتحقق على أرض الواقع من سيناريوهاتن فنحن بإذن الله جاهزون ومستعدون فنحن أبناؤها ولن تنقطع علاقتنا بها ولن نتوقف عن الدفاع عنها ضد أي غاصب من الخارج أو الداخل. وأنا مطمئن للغاية لأنها مصر الكبيرة على أي فصيل أو فئة من المصريين والتي تأبى أن تسير قافلتها دون إرادة الجميع وسواعد الجميع.


للتواصل مع الكاتب

https://www.facebook.com/atif.ismael

ليست هناك تعليقات: