الجمعة، 9 أغسطس 2013

فلاديمير نصر الله: عن المفاهيم المغلوطة أتحدث



تمت الدعوة إلى مليونية للترحيب بالأخ الرئيس فلاديمير بوتين الروسي، ولا أدري أين كانت العقول قبل إطلاق هذه الدعوة. فليس من المنطقي أن نرحب بشخص لمجرد دعمه لثورة مصر على المستوى الدولي متجاهلين مواقفه الدولية التي المغلفة بغلاف جميل المظهر بينما تنطوي على العار والذل والمهانة وتكريس الاستبداد والظلم والقهر ودعم النظم الأوتوقراطية.

فبوتين ليس محل ترحيبي أو ترحيب كل من يقف في صف الإنسانية والحرية والكرامة لأنه ببساطة:
يدعم نظام بشار الأسد سفاح الشرق الأوسط الأول وقاتل الـ 100000 سوري تحت دعوى مكافحة الإرهاب وأشهر مغتصب للأرواح في تاريخ البشرية وصاحب وسام قتل الأطفال من الدرجة الأولى. ومهما تعالت الأصوات التي تساند بشار وتدعي أنه مقاوم للإرهاب أن جيشه جيش وطني ليس مجرد ميليشيات علوية تعمل من أجل بشار ومن قبله حافظ الأسد، فلن يخفي ذلك الحقيقة التي يرها الجميع من أن بشار الأسد هو قاتل عشرات الآلاف من الأطفال والعزل. ومهما ارتفعت أًوات أصحاب الدعاية المروجة لهذا القاتل، فهو المسئول عما يجري الآن في سوريا حيث فتح الحدود أمام كل الخلايا الإرهابية لينفذها عمليًا "إما أنا وإما الفوضى".

ولأن بوتين لديه أجندة في المنطقة تتضمن استعادة النفوذ الروسي في المنطقة من خلال دعم بعض الدول التي تتبنى الاشتراكية الزائفة القشرية التي لا تأخذ من الفكر الاشتراكي غير الاسم بالإضافة وإظهار الدعم القوي لما تبقى من النظم الاستبدادية في الشرق الأوسط مستغلًا حالة الضعف التي يمر بها النفوذ الأمريكي في الشرق الأوسط في أعقاب انسحاب الجيش الأمريكي من العراق والانسحاب المزمع من أفغانستان.



وأبرز مظاهر الأجندة الروسية ما يبدو لنا على الشاشات الروسية الناطقة بكل اللغات منها اللغة العربية التي تمجد في بشار الأسد وتصفع بالرئيس الشرعي وبطل مقاومة الإرهاب، وهو ما يمكن إداركه ببساطة من مجرد متابعة لدقائق لشريط الأنباء على قناة روسيا اليوم الناطقة بالعربية. ولا يقتصر الأمر على دعم بشار، بل تدعم روسيا كل داعمي بشار على رأسهم حزب الله حيث تنتشر أخباره في شريط الأنباء علاوةً على إجراء لقاءات مع قيادات حزب الله من بينهم صبحي الطفيلي، المنسق الأول الأسبق لحزب الله، والذي دار نستشف من حواره على روسيا اليوم أن نشاط حزب الله يتكون من 90% مفاوضات وتفاهمات واتفاقات مع إسرائيل و10% مناوشات "مناوشات" عسكرية على حد وصف الطفيلي.

 فليست هناك سمة حرب بين المجاهدين من حزب الله كما يدعون وبين المحتل الصهيوني. ولو كان هناك صراع حقيقي بين مقاومة شريفة، إسلامية كما يدعون، ومحتل صهيوني أو عدو صهيوني، لما رأينا هذا الكم الهائل من الاتفاقات السرية والمعلنة بين الفريقين.

وهنا أستطيع أن أؤكد أنه لا فرق بين حزب الله وإسرائيل حيث يتخصصان في قتل الأبرياء وممارسة الهيمنة على دول المنطقة. وهاك فارق لصالح إسرائيل فيما يتعلق بقتل الأطفال حيث تقتلهم إسرائيل وتعرف بقتلهم تحت مظلة الدفاع عن نفسها ضد أطفال الحجارة واصفين المقاومة بالعنف بينما يقتل حزب الله الأطفال من خلال دعم بشار أو حتى السكوت عنه وعن جرائمه في حق الإنسانية. بينما على صعيد الهيمنة، نجد حزب الله يهيمن على الحياة السياسية في لبنان، وهو السبب الأساسي في أي اضطرابات تظهر في المشهد السياسي بين الحين والآخر، وهو أيضًا القوة التي تفرض نفسها ونهجها على الجياة في لبنان وتجعل من السلاح أداة للممارسة السياسية حتى الآن في دولة تشق طريقها نحو ديمقراطية حقيقية.



ليست هناك تعليقات: