الأربعاء، 7 أغسطس 2013

فأصلحو بينهما

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
"وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ"


كل عام وأنتم بخير وأعاد الله عليكم الأعياد بالخير واليمن والبركات والسعادة والألفة والمودة والرحمة والسلام والوحدة. هذا كلام الله الذي تعلمت أن يكون المعيار الأول في الحكم على كل شيء حيث وصف الله الذي أنزل القرآن على نبيه صلى الله عليه وسلم بأنه "إنما إلهكم الله الذي لا إله إلا هو وسع كل شيء علما"

هكذا هو كلام الله في الوضع الراهن الذي نعيشه في مصر فهناك طائفتان من المؤمنين، وهنا أؤكد أنه من غير المقبول أن يصف أي منا أي من الطائفتين بأنها غير مؤمنة بقوله صلى الله عليه وسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه "إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّجُلَ يَتَعَاهَدُ الْمَسْجِدَ فَاشْهَدُوا لَهُ بِالإِيمَانِ"، فالطائفتان مؤمنتان هناك صراع بينهما. وعندما ينشب النزاع بين المؤمنين، علينا أن ننفذ أوامر الحق عز وجل بما أننا مؤمنون وأن نبدأ في الإصلاح بينهما نحن وبأيدينا وبألسنتنا، لا أن نلجأ إلى طرف أجنبي ليدير مفاوضات. فلم أر شيخ الأزهر يبادر بالحديث إلى معتصمي رابعة العدوية وأنصار مرسي ويتجاوز بمكانته العالية عما تلقى من سب وإهانات ويقوم بدوره وهو وغيره من مشايخ المنهج الوسطي الذي يتهافت عليه مسلمو العالم. ولم أر أيضًا أي من أعزائي الناشطين الحقوقيين الذين يولولون طوال الوقت على ما يمكن أن يتعرض له هؤلاء المعتصمون ولم تخرج أو تظهر أي مبادرة تجمع الناس على قلب رجل واحد ليتوجهوا إلى الاعتصام ويحاولوا إقناع المعتصمين بالأمر الواقع الذي نعيشه. فالكل متفرغ للإدانة والهجوم فقط. ومع قبح المشهد وهول ما يفعل الإخوان، لا أجد نفسي بريءًا من هذه الجريمة التي شاركت فيها فطوال الوقت نهجم وندين ونشجب ونهدد ونحرض السلطات ونسخر من هؤلاء. بهذا يكون الأمر بالإصلاح بينهما غير محقق ولم يتوجه إليه أحد على الإطلاق. 

فقاتلوا التي تبغي، نعم هذا هو الخيار الثاني الذي لا يمكننا تجاوز الخيار الأول بدونه حيث أوضحت الآية الكريمة بما لا يدع مجالًا للشك أن الوضع الحالي يتضمن طائفتان من المؤمنين تقتتلان ولم يتم الإصلاح بينهما. أما بعد أن تنتهي محاولات الإصلاح الحقيقية التي لم تبدأ بعد وتبوء بالفشل، فعلى الحاكم أو من بيده السلطة قتال الفئة الباغية، وهي الإخوان وأنصارهم طبعًا، ولكنه قتال مشروط "حتى تفيء إلى أمر الله" حتى تستعيد رشدا. فلن يكون هناك حرب إبادة لهذا الفصيل الخارج عن نسيج الأمة. أنه مجرد قتال لوقف الإفساد في الأرض ومنع وضع البلاد في دوامة الانقسام والعنف والإرهاب. 

فغن فاءت فأصلحو بينهما، هذه هي الخطوة التالية للقتال حيث يجب أن تكون هناك خطة لاحتواء هذا الفصيل وتعليمه الوطنية وأن لمصر حدود في إطار برنامج إعادة تأهيل وطنية مصرية خالصة. برنامج يشرف عليه خبراء في علم النفس وعلم الاجتماع وعلماء دين. فلا ننتظر حتى يتم فض الاعتصامات بالقوة وتبدأ بعدها حرب شوارع وتنتشر ميليشيات تتكون ممن تم فضهم بالقوة وهم لا يزالون في حالة التغييب واقعين تحت تأثير برنامج غسل المخ الذي تعرضوا له لسنوات طويلة. 

  

ليست هناك تعليقات: